مراجعة “الكابتن ماجد” Captain Tsubasa: Rise of New Champions
"الكابتن ماجد .. عاد إليكم من جديد" تلك كانت أشهر الجُمل التي ترددت علي مسامعنا في فترة الطفولة، فمن منكم لا يتذكر "ماجد" و "ياسين" الثنائي الذهبي والمدافع خفيف الظل "عمر" ذو الأخطاء الكارثية أحياناً ورحلة فريق "المجد" نحو التتويج بالبطولة الوطنية في اليابان، وصراعات "ماجد" المثيرة التي لا تنتهي مع "بسام" و"رعد" وفريق "النمور" العنيد.
"تسوباسا" هو إسم "ماجد" الحقيقي في سلسلة المانغا اليابانية ومسلسل الأنمي الأصلي وربما "ثقل" الأسامي آنذاك ووقعها الصعب علي الأطفال كان من دوافع دبلجة الأنمي في المنطقة العربية حتي مع تغيير أسماء اللاعبين والفرق لأسماء عربية سهلة النطق ولكن نحن كبرنا الآن بما فيه الكفاية ويبدو أن مطور اللعبة بالرغم من تعريبها إلا أنه أصر علي إستخدام الأسماء الأصلية من السلسلة دون مُحاولة منه لتعريب نُسخة الشرق الأوسط مع نفس الأسماء التي عرفناها، لا أعلم ربما هو "كسل" من المطور أو محاولة لتصحيح المفاهيم .. ولكن الشئ الذي أتاكد منه أن هذه اللعبة كانت ستبيع في المنطقة ربما الضعف أو الأكثر اذا تم تعريبها بالفعل وتسويقها تحت أسم الكابتن "ماجد" وليس " تسوباسا".
علي كل حال عودة الكابتن"تسوباسا"مجدداً هذه المرة جاءت من بوابة ألعاب الفيديو مع لعبة Captain Tsubasa: Rise of New Champions ، وهذه هي مُراجعتنا لها.
الأمر كله يتعلق " بالـنوستالجيا " .. أسلوب اللعب "ممُتع" قليلاً ولكنه غير مصقول بالشكل الكافي!
لم تكن "اليابان" في الواقع واحدة من تلك الدول التي تشتهر برياضة كرة القدم بشكل كبير، فالدوري هناك لا يُمتلك قاعدة جماهيرة كبيرة مثل الدوريات الكبرى في أوروبا و يُقتصر مشاهدته علي اليابانيون، ومنتخب اليابان كان أقصي إنجاز حققة هو الوصول لدور الـ 16 في كأس العالم أعوام 2002 و 2010 و 2018 ، حتي اللاعبين اليابانيون الذين نجحوا وسمع عنهم العالم يتعدون علي الأصابع وأكبرهم لم يكن أسطورة حقيقة في اللعبة ، على الرغم من ذلك فالمانغا والأنيمي الياباينية قد اظهرت للعالم واحدة من أعظم أعمال كرة القدم "الكابتن تسوباسا" بالرغم من أنها لم تقدم تجربة واقعية لكرة القدم بالشكل الحقيقي ومالت إلى الخيال "المُبالغ فيه" أحياناً ولكن تعلقنا بها جميعاً.
اذا كنت تتوقع هنا أن تجد "واقعية" أو أسلوب لعب للعبة كرة قدم مثل PES أو FIFA فدعني أخبرك عزيزي القارئ أن توقعك خاطئ تماماً، فلعبة Captain Tsubasa: Rise of New Champions تميل إلي الجانب الأركيدي بنسبة 100%، وكأنها لعبة قتال من واحدة من الأنيميات المشهورة التي تُقدمها شركة النشر BANDAI NAMCO.
أسلوب اللعب غير مُعقد ولكنه يبدو غير مصقول بالشكل الكافي ، البرنامج التعليمي الموجود باللعبة سيشرح لك كل شئ من الأساسيات لكن في النهاية ستجد نفسك قليل الحيلة في بعض المواقف في الملعب .. بشكل أبسط يبدو أن كل شئ يتعلق "بالتوقيت" في لعبة Captain Tsubasa .. فالضغط علي الأزرار في التوقيت المُناسب هو مفتاح فهمك الرئيسي لأسلوب اللعب، على سبيل المثال هُناك أكثر من طريقة للمرور بالكرة "المراوغة" وجميعها تتم بضغطة زر ولكن يجب أن تعلم ما هي المراوغة المناسبة التي يجب ان تستخدم في هذا الموقف وان تقوم بضغط الزر في التوقيت المناسب والا سيكون فقدان الكرة هو مصيرك.
كذلك "التصويب" يعتمد في مجُملة على التصويبات الخيالية الشهيرة والتي تتم مع ملئ "بار التصويب الأحمر" عن آخرة، أعجبني تماماً أن هذا البار يُمكن ملئه بشكل أسرع عند تنفيذ مُراوغتين ناجحتين متتالتين، وبالتالي استخدام المُراوغات يبدو أنه المفتاح الأساسي لتسجيل الأهداف، دون ذلك ستجد صعوبة بالغة في ملئ هذا "البار" دون أن يعترضك أحد مدافعي أو لاعبي الفريق الخصم ، مع ذلك يُمكنك أيضاً فعل ذلك ويُمكنك التسجيل حتي دون إستخدام تلك الركلات الخارقة والتي تظهر مع "مقطع سينمائي أو انيمشين" في كل لقطة ولكن في حالات نادرة للغاية.
لا أتذكر أني أحرزت أكثر من هدفين طيلة فترة إختباري للعبة بهذه الطريقة التقليدية، في حين أن مُعظم الأهداف جاءت من الركلات الخارقة المشهورة والتي في الواقع أعجبني تنفذيها في اللعبة بشكل غير عادي، فاللعبة تمتلك كل تلك الركلات الخيالية التي تعلقنا بها منذ الطفولة في مسلسل الأنيمي ، مثل "الركلة الثنائية" الشهيرة لمنتخب اليابان وركلة "النمر الذهبية" لـ هيوجا أو "بسام" أو تسديدة الصقر " لعمار.
يمتلك كل نجم في كل فريق ميكانيكيا تسديد خاص به تكون مُمتعة في الواقع، وكذلك كل حارس لديه طريقة في صد الكرات بالأخص "وليد" و"رعد" ولكنها مع الوقت تتحول لمملة مع كثرة الإستخدام ، كما أن المشاهد السينمائية وطرق صد ودخول الكرة للمرمي مُكررة بشكل كبير حيث تتكرر في المباراة الواحدة أكثر من 5 أو 6 مرات بالأخص للاعبين غير المشهورين والذي ليس لديهم مهارات خاصة مما ولد بداخلي شعورين متناقضين تماماً ، الأول كان مبهوراً بما يراه في البداية بعد ذلك تحول الأمر لروتيني ومُمل.
اذا وجدت نفسك مُنفرداً مع حارس المرمي ولم تستطع بطريقة ما من ملئ بار التصويبة الخيالية ففي الأغلب ستجد نفسك "ضائعاً" ولا تعرف ما الذي يُمكن ان تفعلة بالكره في الواقع وفي أغلب الوقت سينقض عليك الحارس أو ستقوم بتصويبة طائشة بلا معني سيخرجها الحارس أيضاً وهو أمر مُحبط ومُخز أن يُركز أسلوب اللعب علي طريقة واحدة فقط في تسجيل الأهداف.
يُمكنك تسجيل الأهداف من "الكرات العرضية" أيضاً ولكنها تكون ذات تأثير قليل خصوصاً ان الركض على الأطراف في اللعبة ربما يُمثل صعوبة بسبب أن الكاميرا تتحول بشكل غريب، أيضاً هناك إمكانية للدخول في صراع هوائي اذا تصادف أنك أنت وخصمك قمتم بلعب الكرة في نفس التوقيت مثل ألعاب WWE والتي تعتمد علي الضغط علي الأزرار التي تظهر علي الشاشة بشكل أسرع من أجل الفوز بالمعركة.
هناك مشكلة واضحة في التحكم باللعبة، الأزار في بعض الأحيان لا تستجيب لك بشكل ما، كما أن الكرة عندما تكون حائرة وليس بحوذة أي لاعب ستجد صعوبة في الحصول عليها ، ستجد أن لاعبك في بعض الأحيان يبعد عنها بشكل غريب .. كما أن الذكاء الإصطناعي للمنافسين ليس الأفضل هو الآخر، كذلك هناك مشكلة في الركض بشكل عام في اللعبة سواء بالكرة أو بدونها ، حيث يبدو ثقيلاً وبطيئاً خصوصاً كما ذكرت عندما تكون الكرة حائرة أو مُرتدة من يد الحارس.
كما أن "الأتجاهات" لا يبدو أنها تعمل بالشكل الأمثل، ستجد نفسك تُمرر بشكل خاطئ كثيراً ، التمريرات بشكل عام ليست الطريقة المثلي للنجاح والوصول للمرمي في لعبة مثل هذه لذا لا تتعب نفسك كثيراً.
من ناحية أخرى أكثر ما أعجبني في اللعبة هو الموسيقي والأصوات ، طريقة تفاعل اللاعبين بمناداة أسم الشخص الذي سيُمرر له الكره باللغة اليابايية الجميلة المميزة لهذا النوع من الألعاب .. كذلك التعليق علي المباريات حماسي ستُشعر أحياناً انك تشاهد بالفعل النسخة الأصلية من كابتن تسوباسا.
طور "القصة" .. التركيز على السرد والمقاطع أكثر من وقت "اللعب" الفعلي!
تمتلك Captain Tsubasa: Rise of New Champions طور قصة ينقسم إلي جزأئين، الأول هو "رحلة تسوباسا" الطفل ذو الـ 14 عام وفيها ستلعب مع فريق "المجد" ضمن عدد مُحدد من الفصول وحلم ماجد بالتتويج بالبطولة الوطنية للعام الثالث على التوالي قبل السفر والإحتراف في البرازيل ، والجزء الأخر "الأضخم" من حيث الوقت والمحتوى هو خاص بك حيث تقوم فيه بإنشاء شخصية ومن ثم إختيار مسارك والبدأ في تطوير لاعبك واكتساب الخبرات وتحقيق المجد لفريقك ومنتخب بلادك "اليابان".
بدت القصة تقليدية بشكل كبير وركزت أكثر على السرد والمقاطع التصويرية أكثر من اللعب نفسه، كما أن "رحلة تسوباسا" قصيرة للغاية، حيث تقتصر على سبعة فصول بسبعة مباريات بأسلوب سرد "عادي" ولكن تخللته أيضاً بعض المشاهد المؤثرة في الواقع، وتماماُ مثل رحلة " أليكس هانتر" في طور "الرحلة " بلعبة FIFA التركيز علي الإصابات والمباريات الـ "Scripted" هو السائد، فبدون سابق إنذار في المباراة أثناء طور القصة وبدون مقدمات وحتي أن كنت تمتلك الكرة وفي محاولة منك لاحراز هدف ستجد مقطع سينمائي يُظهر هدف دخل مرماك! ، أو ستجد فريقك سجل هدف بطريقة ماً وانت لم تفعل شئ!
أتفهم انه أمر لخدمة القصة ولكن لم يعجبني الطريقة التي تم تنقذيها بها حيث لم تكن واقعية ولا يوجد ما هو أسوء من أخذك "مجبراً" من وسط الإندماج في اللعبة لإجبارك على تنفيذ شئ ما أو مشاهدة حتى مقطع سينمائي، يُذكرني الأمر بالمهمات الإجبارية في Far Cry 5 والتي كانت لعبة جيدة استمتعت بها ولكن كان يزعجني كثيراً اخذي بشكل إجباري من العالم المفتوح لتنفيذ مهمة تخدم حبكة القصة دون سابق إنذار حتى.
السرد في القصة يأخذ الوقت الأطول منها، وهو أكثر من وقت اللعب الفعلي بشكل واضح هناك الكثير من الأحاديث التي تكون "مملة" مع الوقت وليس بها جديد ولكن الأمر الجيد أنه يُمكنك تخطيها ولكن إذا كنت تريد رأي فهو أمر واقعي حقيقة في "الكابتن ماجد" ، فنحن نتذكر أن ماجد كان يستطيع تخيل ذكريات حياته ويتحدث في عقلة أثناء هجمة كما أنه يجري حوالي 2000 كيلو وربما يستغرق ذلك حلقتين أو ثلاثة حتي يصل لمرمي الخصم، لذلك ألتمس العذر (أمزح).
لدي مُشكلة أيضاً مع عرض اللقطات أثناء القصة والتي تبدأ في العادة بصورة سوداء مع صوت السرد في الخلفية والترجمة أسفل الشاشة، ولا أعلم هل هو خطأ أم هي طريقة المطور في بدأ مقدمة كل حلقة أو مقطع ولكن في كلا الأحوال لم تعجبني.
تناقض "الرسوميات " وطور لعب مُتعدد غير واضح المعالم!
يوجد باللعبة أيضاً طور لعب عبر الإنترنت ، ولا يبدو أنه يستهان به على الإطلاق .. بشكل مؤسف لم استطع اللعب ضد "لاعب حقيقي" حتي وقت كتابة تلك المراجعة الا عن طريق "الغرف" والتي يبدو أنها بشكل ما تعتمد علي الأتصال بينك وبين المنافس ولذلك كان هناك الكثير من المشاكل واللاج أثناء المباراة، كما أنه لا يوجد هدف اساساً من تلك المباريات .. بينما خوادم اللعبة نفسها يبدو أنها ليست جاهزة لإستعياب اللاعبين ولذلك تضعك اللعبة في مواجهة "الكمبيوتر" في مبارايات المواسم عبر الانترنت وفي الحقيقة أن لا أفهم سبب ذلك.
ولكن عندما يبدأ "الموسم" كما أكد المطور سيكون متاح التنافس ضد اللاعبين والتقدم في الدرجات بفرق من تكوينك حيث يتيح لك الطور إنشاء فريقك بشكل كامل وتخصيص الأطقم والشعار وأسم الفريق وكذلك شراء اللاعبين وفتح حزم العناصر والأدوات ولكن الطريقة الذي يعمل بها الطور غير واضحة للجميع، يبدو أنها شبيه بشكل ما لطور الألتميت تيم و My Club من سلسلة ألعاب فيفا وبيس.. ولكن الشئ الذي لم اتقبله هو فكرة إصدار اللعبة ومازالت بعض الأشياء الهامة مثل"طور تعدد اللاعبين" غير جاهز فعلياً.
بالحديث عن الرسوميات، فالأمر هنا أكثر إحباطاً حيث عانت اللعبة من نفس المشكلة العويصة التي تعاني منها كل ألعاب كرة القدم مؤخراً ، وهي أن الرسوميات في المقاطع السينمائية والمشاهد الجانبية تكون أفضل بكثير من رسوميات وقت اللعب نفسه، تبدو الأرضيات بشكل سئ للغاية في معظم الملاعب الموجودة باللعبة، لا يوجد تفاصيل حقيقة للعشب وظهرت بشكل "ضبابي Blury" للغاية ، الامر الذي سيشعرك بأنك تجري على الماء في بعض الأوقات ، وهو يخلق شعور متناقض عندما تكون الرسوم رائعة ومثيرة للإهتمام في المقاطع ولكنها في نفس الوقت تخسف بك الأرض سريعاً عندما تعود إلي الكاميرا العلوية أثناء وقت اللعب.
كذلك لا يبدو أن مانع التعرج Anti-Aliasing يعمل بالشكل الملائم مع اللعبة ، بالرغم من إستخدامي لأعلي الأعدادات وتجربة اللعبة على الحاسب الشخصي للحصول علي أفضل أداء ورسوميات ممُكنة لكني وجدت أن الحواف حادة وغير مريحة للعين ، كما أن هُناك مشكلة في اللعبة من ناحية الـ Optimization وهي أن خيار الـ V-Sync مُفعل تلقائي ولا يُمكن تعديلة وهناك مشكلة بشكل عام في تعامل اللعبة مع الشاشات التي تعمل علي أكثر من 60 إطار ، لا تبدو اللعبة غير سلسلة مع 60 إطار بالثانية ولكن اللعبة خفيفة ومن السهل ان تصل لـ 144 إطار لذلك نتمني ان يحل المطور ذلك بالنسبة لنسخ الحاسب الشخصي في التحديثات المُقبلة.
ولكن على النقيض المؤثرات البصرية للركلات الخارقة وكذلك تفاعل الشخصيات معها كان "مبهر" بصرياً ، على الأقل بالنسبة لي شخصياً وسيكون بالنسبة لك إذا كنت بالفعل عاشق لماجد وتحب أن تشاهد تلك الركلات مع مؤثرات بصرية رائعة ولكن بشكل عام جزء الرسوم كان من المُمكن ان يتم العمل عليه بشكل أفضل من ذلك لكي أكون صادقاً.
الخلاصة
Captain Tsubasa: Rise of New Champions لم تكن مصقولة بالشكل الذي يُمكن القول أنها موجهه لجميع اللاعبين، اذا كنت غير مُحب للكابتن "ماجد" فعلى الأغلب أنت في المكان الخاطئ ، واذا كنت عاشق لرياضة كرة القدم وتتوقع ميكانيكا وأسلوب لعب يرضيك فأنت أيضاً في المكان الخاطئ.
على الرغم من ذلك التجربة بشكل عام كانت ممتعة "في بعض الأوقات القصيرة" على مستوي شخصيٍ لتعلقي الشديد منذ الطفولة بشخصية الكابتن ماجد وستكون ممتعة لك في البداية اذا كنت أيضاً كذلك ولكن بعد الإنتهاء من القصة "القصيرة للغاية " لا يوجد ما هو يُمكن ان تقوم به في الواقع ،مع توالي المباريات وحفظ جميع المقاطع ستشعر بالملل منها، وأسلوب اللعب لا يقدم الحقيقة التي يُمكن أن نقول أنها ستبرز أمكانات لاعب عن آخر في طور تعدد اللاعبين. " غير واضح المعالم" حتى اللحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق